شبكة معلومات تحالف كرة القدم

2025-07-30 09:43:03

بينما يستعد العالم لانطلاق كأس العالم 2022 في قطر، تتصاعد الأصوات الأوروبية المنتقدة لسجل الدوحة في مجال حقوق الإنسان، في حين يشيد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بالتقدم "الفعلي والملحوظ" الذي أحرزته الدولة الخليجية في هذا المجال.

تأكيدات فيفا حول الإصلاحات

خلال جلسة استماع في مجلس أوروبا، أكد ألاسدير بيل، نائب الأمين العام للفيفا، أن قطر شهدت تطورًا كبيرًا في تحسين ظروف العمال وحقوق الإنسان، بفضل الجهود المشتركة بين الحكومة القطرية والمنظمات الدولية مثل منظمة العمل الدولية. وأشار إلى أن استضافة كأس العالم كانت حافزًا لإصلاحات تشريعية مهمة، منها إلغاء نظام الكفالة، وفرض حد أدنى للأجور، وتعزيز إجراءات الحماية من الحرارة الشديدة.

وأضاف بيل أن حوالي 300 ألف عامل استفادوا من هذه الإصلاحات، كما تم السماح لأكثر من 250 ألف عامل بتغيير وظائفهم بحرية. كما كشف عن دراسة إنشاء مركز في قطر لتقديم الدعم القانوني للعمال المهاجرين، مؤكدًا أن الفيفا تعمل مع السلطات القطرية لضمان استدامة هذه التحسينات.

ردود الفعل القطرية على الانتقادات

في المقابل، انتقدت وسائل الإعلام القطرية ما وصفته بـ"حملات التشويه" الأوروبية، معتبرة أنها تستهدف أي دولة غير أوروبية تستضيف البطولة. ونشرت صحيفة "الشرق" رسومًا كاريكاتيرية تظهر كأس العالم محاطة بسهام مكسورة، رمزًا للانتقادات التي تواجهها قطر. كما أشارت الصحيفة إلى أن الإعلام الأوروبي انتقد البرازيل (2014) بسبب الفقر، وجنوب أفريقيا (2010) لانعدام الأمن، وروسيا (2018) لمسائل الحريات، والآن يهاجم قطر بسبب حقوق العمال.

من جهتها، دعت صحيفة "الراية" الدول الغربية إلى التوقف عن "حملات التشويه" والتعاون من أجل كأس عالم موحد، مستشهدة بتصحيح صحيفة "واشنطن بوست" لمزاعم سابقة حول وفاة عمال في مشاريع البطولة.

تساؤلات حول النوايا الأوروبية

بدورها، تساءلت الكاتبة القطرية غادة الخاطر في مقال رأي عن دوافع الدول الأوروبية، قائلة: "كيف تقف هذه الدول صامتة أمام معاناة المهاجرين في البحر المتوسط، بينما تنتقد قطر؟".

وفي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن البطولة ستكون شاملة للجميع "بدون تمييز".

الخلاصة

في الوقت الذي تواصل فيه قطر تحسين ظروف العمال استعدادًا لكأس العالم، تبقى الانتقادات الأوروبية حاضرة بقوة. لكن يبدو أن الدوحة عازمة على إثبات أن الاستضافة الرياضية يمكن أن تكون فرصة للإصلاح الاجتماعي، رغم التحديات الإعلامية والسياسية.